في فجر يوم الجمعة لأنهما تضمنتا ما كان وما يكون في يومها، فإنهما اشتملتا على خلق آدم وعلى ذكر يوم القيامة وحشر العباد، وذلك يكون يوم الجمعة، ففي قراءتهما في هذا اليوم تذكير للأمة بما يحدث فيه من الأحداث العظام حتى يستعدوا لذلك.
ومن خصائص هذا اليوم: استحباب الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيه وفي ليلته، لأن كل خير نالته هذه الأمة في هذا اليوم وفي غيره من خيري الدنيا والآخرة فإنما نالته على يد هذا النبي الكريم، فينبغي الإكثار من الصلاة عليه.
ومن خصائص هذا اليوم: استحباب الاغتسال والتنظيف والتطيب والسواك ولبس أحسن الثياب، لأنه يوم اجتماع المسلمين وعيد الأسبوع، فيكون المسلم في هذه المناسبة على أحسن الأحوال وأكمل الخصال، تعظيمًا لهذا اليوم وعملاً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن خصائص هذا اليوم: استحباب التبكير بالذهاب لصلاة الجمعة ماشيًا إن أمكن، فإن للماشي إلى الجمعة بكل خطوةٍ أجر صيام سنة وقيامها، لما رواه الإمام أحمد بسندٍ صحيح وابن خزيمة وصححه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ غَسَّلَ وَاغْتَسَلَ يَوْم الْجُمُعَة، وَبَكَّرَ، وَابْتَكَرَ وَدَنَا مِنَ الإِْمَامِ فَأَنْصَتَ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا صِيَامُ سَنَةٍ وَقِيَامُهَا، وَذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ» ([1]). فما أعظم هذا الأجر يا عباد الله. هذا أجر المسير والتبكير إلى الجمعة: كل خطوة تعادل في الثواب صيام سنة وقيامها، أضف إلى ذلك أن المبكر إذا دخل المسجد فاشتغل بالصلاة والذكر وقراءة القرآن حصل على خيرات كثيرة، والملائكة تستغفر له طيلة بقائه في
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (496)، والنسائي رقم (1381)، وأحمد رقم (6954).