المسجد، ويكتب له أجر المصلي ما دام ينتظر الصلاة.
وكثير من الناس زهد في هذا الأجر في هذا الزمان فصار لا يأتي لصلاة الجمعة إلا في آخر لحظة؛ فمنهم من يأتي وقت الخطبة فقط، ومنهم من يتأخر إلى الإقامة، ومنهم من يأتي في آخر الصلاة، وهذا حرمان وتثبيط من الشيطان.
فاتقوا الله ولا تحرموا أنفسكم هذا الثواب العظيم، بكروا إلى الجمعة لتحوزوا هذا الثواب.
ومن خصائص يوم الجمعة: أن فيه الخطبة التي يقصد بها الثناء على الله وتمجيده، والشهادة له بالوحدانية، ولنبيه بالرسالة، وتذكير العباد بأيام الله وتحذيرهم من بأسه ونقمته، ووصيتهم بما يقربهم إليه، ونهيهم عما يقربهم من سخطه وناره، فالخطبة شرط من شروط صحة الجمعة، وحضورها واستماعها أمر مقصود ومتأكد في حق المصلين؛ قال تعالى: ﴿وَإِذَا قُرِئَ ٱلۡقُرۡءَانُ فَٱسۡتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمۡ تُرۡحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204] فقد ذكر ابن كثير عن سعيد بن جبير قال: الإنصات يوم الأضحى ويوم الفطر ويوم الجمعة وفيما يجهر به الإمام في الصلاة. وهذا اختيار ابن جرير: أن المراد من ذلك الإنصات في الصلاة وفي الجمعة، كما جاء في الأحاديث «من» ([1]) طلب الإنصات خلف الإمام وحال الخطبة، فالإنصات للخطبة إذا سمعها واجب، ومن لم ينصت كان لاغيًا، ومن لغا فلا جمعة له.
فحضور الخطبة واستماعها والإنصات لها أمر مقصود للشارع؛ لأن فيها تذكيرًا للمستمع وتعليمًا للجاهل وموعظة للغافل؛ قال تعالى:
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.