بما لا فائدة فيه، أو ما فائدته ضئيلة يمكنهم الحصول عليها في وقت آخر، إنهم بهذا التأخر يفوتون على أنفسهم خيرًا كثيرًا وأجرًا جزيلاً. اسمعوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ. ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ. غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ. وَزِيَادَةُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ» ([1]) رواه مسلم في «صحيحه». والمراد: غفر له الذنوب الصغائر كما في قوله سبحانه ﴿إِن تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَئَِّاتِكُمۡ﴾ [النساء: 31].
يا أخي المسلم، كيف تفوت على نفسك هذا الأجر العظيم مطاوعة لنفسك الأمارة بالسوء وطاعة للشيطان الذي لا يريد لك إلا الهلاك. تقدم يا أخي المسلم في وقت مبكر إلى المسجد لانتظار صلاة الجمعة، واعمر وقتك بطاعة الله من الصلاة والذكر وتلاوة القرآن حتى يخرج الإمام، فإذا خرج فقد انتهى وقت الصلاة النافلة، وإذا شرع في الخطبة وجب الإنصات وحرم الكلام، فخروج الإمام يمنع الصلاة وخطبته تمنع الكلام. فإن من خصائص هذا اليوم العظيم أن فيه الخطبة التي يقصد بها الثناء على الله وتمجيده والشهادة له بالوحدانية ولرسوله صلى الله عليه وسلم بالرسالة وتذكير العباد بأيامه وتحذيرهم من بأسه ونقمته ووصيتهم بما يقربهم إليه وإلى جنانه ونهيهم عما يقربهم من سخطه وناره؛ فيجب حينئذٍ الإمساك عن الصلاة والاستماع للخطبة بإنصات. ومن دخل المسجد والإمام يخطب فلا يجلس حتى يصلي ركعتين خفيفتين، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (857).