المسلمين وتحصن مالك وتحفظه من الآفات، وهي سبب لدفع البلاء والأسقام، وهي تسبب دعاء المسلمين لك بالخير والبركة فأطب بها نفسك ولا يضيق بها صدرك.
وأنتم يا من تسألون الناس وتأخذون الزكاة، اعلموا أنها لا تحل لغني عنده ما يكفيه لمدة عام. ولا تحل لقوي في بدنه يقدر على الاكتساب والحرفة. فمن أخذها منكم وهو غني عنها لا يريد أكلها وإنما يريد جمع الدراهم والتكثر بها أو أخذها وهو قوي في بدنه قادر على الاكتساب - فإنما يأخذ حرامًا وسحتًا ويأخذ جمرًا وعذابًا من جهنم. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الذي يسأل الناس تكثرًا - أي ليس به حاجة وإنما يريد تكثير ماله - فإنما يسأل جمرًا، وأنه سيأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم، ويأتي يوم القيامة وقد أثرت مسألته خدوشًا في وجهه. وكثير من هؤلاء المتسولين يكذب على الله وعلى خلقه فيظهر أمام الناس بمظهر الفقير وهو غني، ويظهر أمام الناس بمظهر المريض العاجز وهو قوي معافى، ويظهر أمام الناس بمظهر المصاب بالآفات من العرج والعمى وهو سليم. وهؤلاء إن خفي أمرهم على الناس فلا يخفى على الله، لكنهم لا يخافون الله ولا يبالون بالكذب. وقد نزع الحياء منهم فصاروا يضايقون المسلمين في مساجدهم وفي بيوتهم وأسواقهم. وهؤلاء يجب على الحكومة أن تأخذ على أيديهم وتردعهم عن فعلهم القبيح لأنهم مستحقون للعقوبة العاجلة والآجلة. نسأل الله العافية والسلامة.
اللهم أغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك.