×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 وكان السلف الصالح يهتمون بهذا الشهر غاية الاهتمام، ويتفرغون فيه للتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة. كانوا يجتهدون في قيام ليله وعمارة أوقاته بالطاعة، قال الزهري رحمه الله: إذا دخل رمضان إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام. وكانوا يحرصون على الجلوس في المساجد ويقولون: نحفظ صومنا ولا نغتاب أحدًا، وكانوا يحرصون على صلاة التراويح ولا ينصرفون منها حتى ينصرف الإمام. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» [1]) متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([2]). رواه أهل السنن.

فاتقوا الله أيها المسلمون وحافظوا على شهركم، وأكثروا فيه من طاعة ربكم، لعلكم تكتبون فيه من الفائزين.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ ١٨٥  وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ أُجِيبُ دَعۡوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِۖ فَلۡيَسۡتَجِيبُواْ لِي وَلۡيُؤۡمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمۡ يَرۡشُدُونَ ١٨[البقرة: 185، 186].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (1375)، والترمذي رقم (806)، والنسائي رقم (1364)، وابن ماجه رقم (1327).