×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

ومن خصائصه: أنه شهر التراحم بين العباد ونزول الرحمة عليهم من الرحمن؛ فالغني يرحم الفقير، والقوي يرحم الضعيف، والمالك يرحم المملوك و«الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ» ([1]).

ومن خصائص هذا الشهر: تنوع الخيرات فيه؛ فأوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.

عباد الله: جدير بشهر هذه أوصافه وخصائصه أن يفرح بقدومه، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الله أن يبلغه رمضان؛ فكان صلى الله عليه وسلم إذا دخل شهر رجب قال: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي رَجَبٍ وَشَعْبَانَ وَبَلِّغْنَا رَمَضَانَ» ([2]) وكان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان، وذلك لما يعلمونه فيه من الخيرات، وما يعلمونه فيه من الطاعات.

اللهم بلغنا رمضان، وأعنا على الطاعة في رمضان، وتقبل منا رمضان.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم  ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ[البقرة: 183].

إلى قوله:﴿وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [البقرة 185].


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4941)، والترمذي رقم (1924)، وأحمد رقم (6494).

([2])  أخرجه: البزار رقم (6494)، والطبراني في ((الأوسط))رقم (3939).