«مَنْ قَامَ مَعَ
الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([1])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ
لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ([2])متفقٌ عليه.
والتراويح سُنةٌ
مؤكدةٌ وفعل الصحابة لها مشهور، وتلقتها الأمة بالقبول خلفًا بعد سلفٍ. فاحرصوا
عليها ولا تتكاسلوا عنها فإنكم بأشد الحاجة إليها، لعل الله يكتبكم مع الصائمين
القائمين.
أيها المسلمون: استقبلوا شهركم
-بارك الله لكم فيه- بالتوبة والفرح بإدراكه واجتهدوا في استغلال أوقاته الشريفة
بما ينفعكم ﴿يَوۡمَ
لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا
مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩﴾ [الشعراء: 88، 89]. اجعلوه منطلقًا لكم من أسر
الشهوات والغفلة إلى نور الطاعة والتقوى، لعله يكون منبهًا لكم على تفريطكم فيما
مضى لتستدركوا ما تبقى من أعماركم. فإنه ليس لكم من أعماركم؛ إلا ما عمرتموه
بالطاعة، وما ضيعتموه فإنه يكون حسرة عليكم.
أيها المسلمون: هذا شهر البركات،
هذا شهر الخيرات، هذا شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران،)ذا شهرٌ «فيه لية خير من ألف
شهر من قامه إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه. فبين أيديكم شهر([3]) كريم وموسم عظيم.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (1375)، والترمذي رقم (806)، والنسائي رقم (1364)، وابن ماجه رقم (1327).