×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

أيها المسلمون: عليكم بتلاوة القرآن العظيم في هذا الشهر العظيم، اقتداء بنبيكم صلى الله عليه وسلم، فقد كان يلقاه جبريل فيدارسهُ القرآن في شهر رمضان، وكان السلف الصالح يكثرون من تلاوة القرآن في هذا الشهر، وأخبارهم في ذلك مشهورة، ذلكم يا عباد الله لما لهذا الشهر من خاصية بالقرآن على غيره من الشهور؛ قال تعالى ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ[البقرة: 185]. وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ» ([1]) ولتكن تلاوتكم للقرآن بتدبر وخشوع وحضور قلب وترتيل لآياته، وحسنوا أصواتكم بالتلفظ « صلى الله عليه وسلم ([2])به ما استطعتم. اقرؤوه في المسجد والبيوت، وأكثروا من تلاوته وترديده، فإنه لا يخلق عن كثرة الرد ولا تفنى عجائبه. ألزموا أولادكم بتلاوته وتفقدوهم في ذلك وشجعوهم بالجوائز التي تشجعهم على تلاوته، ولا تتركوهم يهيمون في الشوارع ويضيعون الأوقات في اللعب؛ فإنهم يشبون على ما عودتموهم.

فيا أيها المسلم يا مَنْ مَنَّ الله عليك بحفظ كتابه العظيم اشكرهُ على هذه النعمة العظيمة وداوم على تلاوته وتعاهده لا سيما في هذا الشهر المبارك، تلذذ بألفاظه وتفكر في معانيه فلا أحلى من كلام الله.

أيها المسلمون: لازموا صلاة التراويح ولا تفرطوا فيها فإن ثوابها عظيم؛ روى الإمام أحمد والترمذي وصححه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (2910)، والطبراني في ((الكبير)) رقم (141).

([2])  سقط من طبعة دار المعارف.