رسوله صلى الله عليه
وسلم فقد اعتكف النبي صلى الله عليه وسلم واعتكف أصحابُه معه وبعده. والاعتكافُ:
انقطاع عن الناس وتفرغٌ لطاعة الله في مسجد من مساجده طلبًا لفضله وثوابه وطلبًا
لليلة القدر، ويشتغل المُعتكف بالذكر والقراءة والصلاة والعبادة ولا يخرج من
المسجد إلا لما لا بُد منهُ، ليخلو بربه ويتزود لنفسه من الأعمال الصالحة في هذا
الموسم العظيم. فينبغي لمن يتمكن من إحياء هذه السُنة أن يُبادر إليها لما فيها من
الأجر العظيم وتدريب النفس على الطاعة، إن إحياء هذه السنة التي تُركت في هذا
الزمان أولى من العُمرة؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يعتمر في هذا الشهر
بينما كان يعتكف إلى أن لقي ربهُ. وترى الناس يتسابقون إلى العُمرة ويحرصون عليها
وهذا شيء طيب ولكن الاعتكاف آكدُ.
ومن لم يتمكن من
الاعتكاف فليُحافظ على بقية الطاعات الواجبة والمسنونة من التبكير إلى المساجد
والجُلوس فيها لتلاوة القُرآن والذكر والعبادة: ﴿وَمَا تُقَدِّمُواْ لِأَنفُسِكُم مِّنۡ خَيۡرٖ تَجِدُوهُ عِندَ ٱللَّهِ
هُوَ خَيۡرٗا وَأَعۡظَمَ أَجۡرٗاۚ﴾ [المزمل: 20].
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢ لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ ٣ تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن
كُلِّ أَمۡرٖ ٤ سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ ٥﴾ [القدر: 1- 5].
الصفحة 5 / 538