×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ» ([1]). هكذا أوصانا رسول الله صلى الله عليه وسلم باغتنام هذه الخمس قبل حلول أضدادها، ففي الشباب قوة وعزيمةٌ، فإذا هرم الإنسان وشاب ضعفت قوته وفترت عزيمته. وفي الصحة نشاط وانبساطٌ، فإذا مرض الإنسان انحط نشاطُه وضاقت نفسُه وثقُلت عليه الأعمال. وفي الغنى راحة وفراغٌ، فإذا افتقر الإنسان اشتغل بطلب العيش لنفسه ولعياله. وفي الحياة ميدان فسيح لصالح الأعمال، «فإِذَا مَاتَ ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَث: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([2]).

فاتقوا الله عباد الله، واستدركوا ما فات بالتوبة واستقبلوا ما بقي بالعمل الصالح؛ فإن إقامتكم في هذه الدُنيا محدودةٌ، وأيامكم معدودةٌ، وأعمالكم مشهودةٌ.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيۡنِۖ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ [الإسراء: 12]. إلى قوله تعالى: ﴿وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولٗا [الإسراء: 15].


الشرح

([1])  أخرجه: الحاكم رقم (7846)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (10248).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (1631).