ذُنُوبَكُمۡۚ﴾ [آل عمران: 31]. وقال تعالى ﴿فَإِن لَّمۡ يَسۡتَجِيبُواْ
لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ
ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَيۡرِ هُدٗى مِّنَ ٱللَّهِۚ﴾ [القصص: 50]. ومحبته صلى الله عليه وسلم تقتضي طاعته واتباعه،
وترك ما نهى عنه، فمتابعة هذا الرسول تتحقق بامتثال أوامره واجتناب مناهيه. فكل
عمل من أعمال العبادة يجب أن يكون موافقًا لما شرعه هذا الرسول صلى الله عليه وسلم،
وما لم يشرعه فهو بدعةٌ مردودةٌ قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً
لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]) ويقول: «وَإِيَّاكُمْ
وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([2]).
عباد الله: والبدع التي أحدثها الجاهلون أو المغرضون كثيرةٌ منها ما يتكرر كل عام في شهر ربيع الأول من إقامة محافل بمناسبة مولد الرسول وربما سموا ذلك عيد المولد الشريف. وهذا الاحتفال أو هذا العيد بدعة منكرةٌ ما أنزل الله بها من سلطان، إن يتبع أصحابها ومروجوها إلا الظن وما تهوى الأنفس؛ فهو بدعةٌ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله ولم يكن من سُنته. ولم يفعله أصحابه وهم أسبق الناس إلى الخير، ولم يفعل في القرون المفضلة، وإنما حدث فعله في القرن السادس للهجرة تقليدًا للنصارى الذين يحتفلون بمولد المسيح عليه السلام. وقد نهانا صلى الله عليه وسلم عن التشبُه بهم؛ فقال: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ» ([3]) فهذا الاحتفال بدعةٌ وتشبُه بالكفار. أضف إلى ذلك ما يجري فيه من المنكرات التي أعظمها الشرك الأكبر من دعاء الرسول
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).