كذلكم أيها الآباء
أنتم مسئولون عن توجيه أولادكم الوجهة الصالحة، فلا تتركوهم يقرءون من الكتب
والجرائد والمجلات ما هب ودب، فإن في كثير منها السم القاتل، فأرشدوهم إلى قراءة
الكتب النافعة والمجلات المفيدة، ووفروها لهم، وإذا كنتم لا تعرفون المفيد منها،
فاسألوا أهل العلم، واطلبوا منهم أن يختاروا لكم المفيد النافع، ووفروه لأولادكم.
أيها الآباء، ادعوا الله أن يصلح
أولادكم، كما دعا إبراهيم الخليل، حيث قال: ﴿وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ﴾ [إبراهيم: 35]، وقال: ﴿رَبِّ هَبۡ لِي مِنَ
ٱلصَّٰلِحِينَ﴾ [الصافات: 100]، وقال: ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ﴾ [إبراهيم: 40]، وقال هو وإسماعيل:
﴿رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا
مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةٗ مُّسۡلِمَةٗ لَّكَ﴾ [البقرة: 128]، وكما دعا زكريا
عليه السلام حيث قال: ﴿رَبِّ
هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ﴾ [آل عمران: 38]. هذه دعوات
الأنبياء لأولادهم، فاقتدوا بهم في ذلك.
أيها الآباء، إن
الولد الصالح ينفع والده حيًا وميتًا، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ
ابْنُ آدَمَ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلاَّ مِنْ ثَلاَث: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ
عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ» ([1]).
إن الأولاد إما أن يكونوا نعمة على والديهم أو نقمة، ولذلك أسبابٌ، أهمها: التربية، كما أن الوالد قد يكون سببًا لسعادة الولد أو شقاوته، قال تعالى: ﴿وَأَمَّا ٱلۡجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَٰمَيۡنِ يَتِيمَيۡنِ فِي ٱلۡمَدِينَةِ وَكَانَ تَحۡتَهُۥ كَنزٞ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَٰلِحٗا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبۡلُغَآ أَشُدَّهُمَا وَيَسۡتَخۡرِجَا كَنزَهُمَا رَحۡمَةٗ مِّن رَّبِّكَۚ﴾ [الكهف: 82].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).