×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

وكذلك يجب على الوالد أن يمنع ولده من قرناء السوء ومخالطة أهل الفساد، وبعض الآباء يشتري لولده سيارة أو دراجة، يستخدمها الولد لأغراضٍ سيئةٍ، ويتمكن بها من الوصول إلى المجامع الفاسدة وإن كانت بعيدةً. وعلاوةً على ذلك يؤذي بها الجيران، وقد تكون سببًا لوقوع الحوادث التي تذهب بحياته أو حياة غيره.

وبعض الناس لا يربي ولده إلا التربية الحيوانية، فيأتي له بالطعام والشراب والكسوة، ويترك تربيته على الدين والأخلاق الفاضلة، فلا يعلمه ما ينفعه، ولا يهتم بأمر دينه، فلا ينفذ أمر الرسول صلى الله عليه وسلم فيه، حيث يقول: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ «سنين» ([1])، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([2]).

أيها الآباء، إن الرسول صلى الله عليه وسلم حملكم بهذا الحديث مسئولية أولادكم وأمركم بتربيتهم على أداء الصلوات، علموهم كيف يتطهرون، وكيف يصلون، واسلكوا معهم مسلك التدرج بهم حسب «أسنانهم» ([3]) سنيهم وتحملهم؛ أولاً: بالأمر في سن السابعة، ثم بالضرب في سن العاشرة.

كما أمركم أن تباعدوهم عن أسباب الفساد الخلقي، فتفرقوا بينهم في مراقدهم، فلا ينام بعضهم إلى جانب بعض، خشية الوقوع في المحذور، فصرتم مسئولين عنهم حتى في مراقدهم، كما أنكم مسئولون عنهم في حال يقظتهم.


الشرح

([1])  زيادة من طبعة دار المعارف.

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).

([3])  استبدال من طبعة دار المعارف.