والمنافقات، الذين
يظهرون الإيمان خوفًا من أهله، ويبطنون الكفر متابعة لأهله.
وقسم ضيع هذه
الأمانة ظاهرًا وباطنًا: وهم المشركون والمشركات، الذين ظاهرهم وباطنهم على الشرك
بالله ومخالفة رسله.
وقسم حفظوا هذه
الأمانة ظاهرًا وباطنًا، وهم المؤمنون والمؤمنات، الذين اتصفوا بالإيمان ظاهرًا
وباطنًا.
فالقسمان الأولان
معذبان، والقسم الثالث مرحومٌ، قال تعالى: ﴿لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ
وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ
وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمَۢا﴾ [الأحزاب: 73].
إن الأمانة تشمل كل
ما أوجبه الله على عباده، فالصلاة أمانةٌ، والزكاة أمانةٌ، والصيام أمانةٌ، والحج
أمانةٌ، والطهارة أمانةٌ، وكل واجبات الدين أمانة، يجب الوفاء بها.
وترك المحرمات أمانة، والودائع والعواري التي عندك للناس أمانةٌ، والسر الذي بينك وبين أخيك أمانةٌ، «والأعمال التي تتولاها من شؤون المسلمين أمانة. فالسلطان يتحمل أمانة» ([1]). ونائب السلطان يتحمل أمانة، والقاضي ومن في حكمه يتحمل أمانة، والمدرس يتحمل أمانة، والتاجر في متجره يتحمل أمانة النصح في المعاملات، وعدم الغش والخداع، وتجنب المكاسب المحرمة، والموظف يتحمل أمانة، والرجل في بيته يتحمل أمانة، وكل سيسأل عن أمانته، فيثاب إن حفظها، ويعذب إن ضيعها
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.