×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

الآفة الرابعة: لو سلم الإنسان من المرض ومتع بالصحة، فإنه معرضٌ لموت ٍ مجهزٍ، والمجهز هو السريع، الذي يأخذه بغتة وهو في حال الصحة وعنفوان الشباب، وما أكثر ما نشاهد هجمات الموت على الأفراد والجماعات في حالات أمنهم وغفلتهم، وسرورهم واغترارهم بصحتهم.

والآفة الخامسة: إذا سلم الإنسان من الموت المبكر ومُدَّ في عمره، لم يسلم من الهرم المفند، أي الذي يفضي بصاحبه إلى حد التخريف والهذيان، فلا يعقل شيئًا من أمره، قال تعالى: ﴿وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰٓ أَرۡذَلِ ٱلۡعُمُرِ لِكَيۡ لَا يَعۡلَمَ بَعۡدَ عِلۡمٖ شَيۡ‍ًٔاۚ [النحل: 70].

والآفة السادسة: إن الإنسان ما دام على قيد الحياة فهو معرضٌ لفتنةٍ عظيمةٍ، لا ينجو منها إذا وقعت إلا قليل من الناس، ألا وهي فتنة المسيح الدجال الذي يظهر على الناس في آخر الزمان، ويجري على يديه محنٌ عظيمة وفتنٌ شديدةٌ، ولذلك حذرت منه الأنبياء أممها، وأشدهم تحذيرًا منه لأمته نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد شرع لنا أن نستعيذ من فتنته في آخر كل صلاة، وقد أصبح ظهوره قريبًا بالعلامات الواضحة، أعاذنا الله وإياكم من فتنته، وثبتنا على ديننا.

الآفة السابعة: وهي أشد الآفات، وأعظم البليات، قيام الساعة، ذلك الحدث الذي فيه ﴿تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ [الحج: 2]. -من هوله- ﴿كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ [الحج: 2].

عباد الله: أيليق بنا أن نتكاسل عن العمل الصالح ونحن معرضون لهذه المخاطر؟ ونضيع الفرص، ونهدر الإمكانيات، ونفتح لأنفسنا


الشرح