×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِغَزْوٍ مَاتَ عَلَى شُعْبَةِ نِفَاقٍ» ([1])،وذكر أبو داود عنه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَغْزُ أَوْ يُجَهِّزْ غَازِيًا، أَوْ يَخْلُفْ غَازِيًا فِي أَهْلِهِ بِخَيْرٍ أَصَابَهُ اللهُ بِقَارِعَةٍ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» ([2])، وقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا ضَنَّ النَّاسُ -أي بخلوا- بِالدُّنْيَا وَالدِّرْهَمِ وَتَبَايَعُوا بِالْعِينَةِ، -وهي نوع من الربا- وَاتَّبَعُوا أَذْنَابَ الْبَقَرِ، وَتَرَكُوا الْجِهَادَ فِي سَبِيلِ اللهِ، أَنْزَلَ اللهُ بِهِمْ بَلاَءً، فَلَمْ يَرْفَعْهُ عَنْهُمْ حَتَّى يُرَاجِعُوا دِينَهُمْ» ([3])، وذكر ابن ماجة عنه صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَقِيَ اللهَ عز وجل وَلَيْسَ لَهُ أَثَرٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، لَقِيَ اللهَ وَفِيهِ ثُلْمَةٌ» (([4])،

عباد الله: والجهاد في سبيل الله يكون بالمال ويكون بالنفس، وقد جاء الحث على الجهاد بالمال مقدَّمًا على الجهاد بالنفس في آيات كثيرة، قال تعالى: ﴿ٱنفِرُواْ خِفَافٗا وَثِقَالٗا وَجَٰهِدُواْ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ [التوبة: 41]، وعلق سبحانه النجاة من النار ومغفرة الذنوب ودخول الجنة على الجهاد بالأموال والأنفس، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ هَلۡ أَدُلُّكُمۡ عَلَىٰ تِجَٰرَةٖ تُنجِيكُم مِّنۡ عَذَابٍ أَلِيمٖ ١ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَتُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمۡوَٰلِكُمۡ وَأَنفُسِكُمۡۚ ذَٰلِكُمۡ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١١ يَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡ وَيُدۡخِلۡكُمۡ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ وَمَسَٰكِنَ طَيِّبَةٗ فِي جَنَّٰتِ عَدۡنٖۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ ١٢ [الصف: 10- 12]، وأخبر سبحانه أنه اشترى


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1910).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (2503)، والنسائي رقم (3181)، وابن ماجه رقم (2762).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (3462)، وأحمد رقم (5007)، والطبراني في ((الكبير)) رقم (13583).

([4])  أخرجه: الترمذي رقم (1666)، وابن ماجه رقم (2763)، والحاكم رقم (2420).