فعله الخاص الذي خلق
من أجله، وهو العلم والحكمة والمعرفة، وحب الله وعبادته.
ومرض القلب هو الداء
العضال، وهو مرض خفي قد لا يعرفه صاحبه، فلذلك يغفل عنه، وإن عرفه صعب عليه الصبر
على مرارة دوائه، لأن دواءه مخالفة الهوى.
إن القلب هو ملك
الأعضاء، ومصدر سعادتها أو شقائها، ومصدر صلاحها أو فسادها، قال صلى الله عليه
وسلم: «ألا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ
كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلاَ وَهِيَ الْقَلْبُ»
([1])، ففي هذا الحديث
دليل على أن صلاح أعمال العبد بحسب صلاح قلبه، وأن فساد أعمال العبد بحسب فساد
قلبه، فالقلب الصالح هو القلب السليم الذي لا ينفع عند الله غيره، قال تعالى: ﴿يَوۡمَ لَا يَنفَعُ مَالٞ وَلَا بَنُونَ ٨٨ إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ
بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ ٨٩ ﴾[الشعراء: 88، 89] فالقلوب على ثلاثة أنواع:
النوع الأول: قلب سليم، وهو
السالم من الآفات والمكروهات كلها، وهو القلب الذي ليس فيه سوى محبة الله وخشيته،
وخشية ما يباعد عنه.
النوع الثاني: القلب الميت، الذي
لا حياة به، فهو لا يعرف ربه ولا يعبده، فهو واقف مع شهواته ولذاته، ولو كان فيها
سخط ربه وغضبه فلا يستجيب للناصح، بل يتبع كل شيطان مريد.
النوع الثالث: القلب المريض، وهو قلب له حياة، وبه علة.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (52)، ومسلم رقم (1599).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد