فالقلب الأول قلب
مخبت واع لين حي، والقلب الثاني قلب يابس ميت، والقلب الثالث قلب مريض؛ فإما إلى
السلامة أدنى، وإما إلى العطب أدنى.
عباد الله: ولحياة
القلوب وموتها ومرضها أسباب يفعلها الإنسان، فمن أسباب حياتها:
الإقبال على الله،
وتلاوة كتابه وتدبره، والاشتغال بذكره، قال تعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ
أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]، وقال تعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ
ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ
ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال: 2]، وقال تعالى:﴿أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ
لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ﴾ [الحديد: 16].
ومن أسباب حياة
القلوب مجالسة الصالحين ومخالطتهم، والاقتداء بهم.
ومن أسباب حياة
القلوب الاستماع إلى المواعظ والتذكير، والمحافظة على صلاة الجمعة والجماعة.
ومن أسباب حياة القلوب النظر والتفكر في مخلوقات الله، وما فيها من الحكم، قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلۡفُلۡكِ ٱلَّتِي تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖ وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164]. «ومن أسباب حياة القلوب النظر في عواقب الظلمة والمفسدين وما أحل الله بهم من العقوبات» ([1]).
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.