وقال تعالى: ﴿فَكَأَيِّن مِّن قَرۡيَةٍ
أَهۡلَكۡنَٰهَا وَهِيَ ظَالِمَةٞ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَبِئۡرٖ مُّعَطَّلَةٖ وَقَصۡرٖ مَّشِيدٍ ٤٥ أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَتَكُونَ لَهُمۡ
قُلُوبٞ يَعۡقِلُونَ بِهَآ أَوۡ ءَاذَانٞ يَسۡمَعُونَ بِهَاۖ فَإِنَّهَا لَا
تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ ٤٦﴾ [الحج: 45، 46].
أما أسباب موت
القلوب، فمنها: إعراضها عن قبول الحق بعد معرفتها له، قال تعالى:﴿فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ
ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾ [الصف: 5]، وقال تعالى: ﴿ثُمَّ ٱنصَرَفُواْۚ صَرَفَ
ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ لَّا يَفۡقَهُونَ﴾ [التوبة: 127]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱسۡتَجِيبُواْ لِلَّهِ
وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا يُحۡيِيكُمۡۖ وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّ ٱللَّهَ
يَحُولُ بَيۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ ﴾ [الأنفال: 24].
والقلب الميت يكون
صاحبه أحط من البهائم، ويكون مآله إلى جهنم، قال تعالى: ﴿وَلَقَدۡ ذَرَأۡنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ لَهُمۡ قُلُوبٞ لَّا يَفۡقَهُونَ بِهَا
وَلَهُمۡ أَعۡيُنٞ لَّا يُبۡصِرُونَ بِهَا وَلَهُمۡ ءَاذَانٞ لَّا يَسۡمَعُونَ
بِهَآۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَٱلۡأَنۡعَٰمِ بَلۡ هُمۡ أَضَلُّۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ
ٱلۡغَٰفِلُونَ﴾ [الأعراف: 179]، فيصبح هذا القلب مطموسًا منكوسًا مختومًا عليه، لا
ينتفع به صاحبه بسبب أنه أعرض عن الحق ورضي بالباطل، فصار الباطل غذاءه، والضلال
طريقه، والجحيم مصيره، نعوذ بالله من الخذلان.
وأما أسباب مرض القلوب، فمنها: أكل الحرام، فإن المطعم الخبيث يغذى تغذية خبيثة، قال صلى الله عليه وسلم: في الذي يُطِيلُ السَّفَرَ، «أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِّيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ» ([1])، وما أكثر أكل الحرام في
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1015).