×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

وقتنا هذا، مما سبب مرض القلوب، وفساد التصرفات، وانحطاط الأخلاق، كما ترون ذلك ظاهرًا في مجتمعنا.

ومن أسباب مرض القلوب فعل المعاصي، فإن المعاصي تؤثر في القلوب وتمرضها، قال تعالى:﴿كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ  [المطففين: 14]، وقد ورد في الحديث: أن العبد إذا أذنب ذنبًا نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب صقلت تلك النكتة، وإلا تزايدت وعظم خطرها على القلب.

ومن أسباب مرض القلوب استماع ما لا يجوز استماعه من الكلام المحرم، واستماع الملاهي من الأغاني والمزامير، وقد كثر هذا البلاء في هذا الزمان، وتنوعت مفاسده، وتعددت طرق ترويجه بيننا في الإذاعات والتلفاز والأشرطة، فظهر أثر هذا السماع المحرم، فأفسد سلوك كثير من النساء والصبيان، بل وكثير من الرجال، فالأغاني من أكبر ما تطرق به إبليس إلى فساد القلوب، وقد فسر قوله تعالى لإبليس:﴿وَٱسۡتَفۡزِزۡ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡهُم بِصَوۡتِكَ  [الإسراء: 64]، بأن المراد بصوته: الغناء.

ومفاسد الغناء كثيرة، لا يتسع هذا المقام لشرحها وقد بينها العلماء في كتبهم، وشخصوها، فعلى المسلم أن يراجع تلك الكتب، خصوصًا ما كتبه شمس الدين ابن القيم في إغاثة اللهفان، ليعرف إلى أي مدى تنتهي تلك الأغاني بأصحابها.

ومن أسباب مرض القلوب النظر المحرم، قال صلى الله عليه وسلم: «النَّظْرَةُ سَهْمٌ مَسْمُومٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ» ([1])، وقال تعالى: ﴿قُل لِّلۡمُؤۡمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنۡ


الشرح

([1])  أخرجه: الحاكم رقم (7875)، والطبراني في ((الكبير)) رقم (10362)، والقضاعي رقم (292).