×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

عباد الله: والاستغفار معناه طلب المغفرة من الله، بمحو الذنوب، وستر العيوب، ولا بد أن يصحبه إقلاع وابتعاد عن الذنوب والمعاصي، وأما الذي يقول: أستغفر الله، بلسانه، وهو مقيم على المعاصي بأفعاله، فهو كذاب لا ينفعه الاستغفار، قال الفضيل بن عياض رحمه الله: «استغفار بلا إقلاع توبة الكذابين»، وقال آخر: «استغفارنا يحتاج إلى استغفار»! يعني أن من استغفر ولم يترك المعصية، فاستغفاره ذنب يحتاج إلى استغفار، فلننظر في حقيقة استغفارنا، لئلا نكون من الكذابين الذين يستغفرون بألسنتهم وهم مقيمون على معاصيهم.

عباد الله: هناك ألفاظ للاستغفار وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم ينبغي للمسلم أن يقولها، منها: قوله صلى الله عليه وسلم: «رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ» ([1])، وقوله: «أَسْتَغْفِرُ اللهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ» ([2])، وقال صلى الله عليه وسلم: «سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ بِذَنبِي، فَاغْفِرْ لِي، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ,مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» ([3]) رواه البخاري.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1516)ـ والترمذي رقم (3434)، وأحمد رقم (4726).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (1517)ـ والترمذي رقم (3577)، وأحمد رقم (11074).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (5947).