×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

الثالث: الصدق في المعاملات التي تجري بين الناس، من بيع وشراء ومداينات ومشاركات وغير ذلك.

فمطلوب من المسلم أن يتسم بالصدق في جميع المجالات، وفي كل الأحوال، حتى يُكتب عند الله صديقًا، وينال ثواب الصادقين.

عباد الله: وضدٌ الصدق الكذب، وهو من الكبائر، قال الله تعالى: ﴿فَنَجۡعَل لَّعۡنَتَ ٱللَّهِ عَلَى ٱلۡكَٰذِبِينَ [آل عمران: 61]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي مَنۡ هُوَ مُسۡرِفٞ كَذَّابٞ [غافر: 28]، والكذب من علامات النفاق، ففي الحديث: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ؛ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» ([1]) والكذب يهدي إلى الفجور، والفجور يهدي إلى النار، فخطر الكذب عظيمٌ، والوعيد عليه شديدٌ.

فاتقوا الله عباد الله: وألزموا الصدق في أقوالكم وأعمالكم ومعاملاتكم، وتجنبوا الكذب، لتفوزوا بثواب الصادقين، وتنجوا من عذاب الكاذبين.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿فَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّن كَذَبَ عَلَى ٱللَّهِ وَكَذَّبَ بِٱلصِّدۡقِ إِذۡ جَآءَهُۥٓۚ أَلَيۡسَ فِي جَهَنَّمَ مَثۡوٗى لِّلۡكَٰفِرِينَ ٣٢ وَٱلَّذِي جَآءَ بِٱلصِّدۡقِ وَصَدَّقَ بِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُتَّقُونَ٣ لَهُم مَّا يَشَآءُونَ عِندَ رَبِّهِمۡۚ ذَٰلِكَ جَزَآءُ ٱلۡمُحۡسِنِينَ ٣٤ لِيُكَفِّرَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ أَسۡوَأَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ وَيَجۡزِيَهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ ٱلَّذِي كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٣٥ [الزمر: 32- 35].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (33)، ومسلم رقم (59).