مرّ ابن مسعودٍ
بالحدادين، وقد أخرجوا حديدًا من النار، فوقف ينظر إليه ويبكي.
وقال الحسن: كان عمر
رضي الله عنه ربما توقد له النار، ثم يدني يده منها، ثم يقول: يا بن الخطاب، هل لك
على هذا صبرٌ؟
وكان الأحنف بن قيسٍ
يجيء إلى المصباح فيضع أصبعيه فيه ويقول: «حس» ([1]) حسنٌ! ثم يعاتب
نفسه على ذنوبه.
وكان ابن عمر أو
غيره من السلف، إذا شربوا ماءً باردًا بكوا، وذكروا أمنية أهل النار، وأنهم يشتهون
الماء البارد، وقد حيل بينهم وبين ما يشتهون، ويقولون لأهل الجنة: ﴿أَفِيضُواْ عَلَيۡنَا مِنَ
ٱلۡمَآءِ أَوۡ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ﴾ [الأعراف: 50].
فيقولون لهم: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا
عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ﴾ [الأعراف: 50].
أيها المؤمنون.. استمعوا لنداء ربكم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَلۡتَنظُرۡ نَفۡسٞ مَّا قَدَّمَتۡ لِغَدٖۖ﴾ [الحشر: 18] الآيات إلى آخر السورة.
([1]) استبدال من طبعة دار المعارف.
الصفحة 6 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد