﴿إِنَّ ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ ١ ءَاخِذِينَ مَآ ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ
ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ ١٦ كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ
ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١ وَبِٱلۡأَسۡحَارِ
هُمۡ يَسۡتَغۡفِرُونَ ١٨ وَفِيٓ
أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ ١٩﴾ [الذاريات: 15- 19]، ويخبرنا سبحانه عن
قوم غفلوا عن هذا اليوم فلم يستعدوا له ماذا يصير إليه حالهم، فيقول سبحانه: ﴿قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِينَ
كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ ٱللَّهِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَتۡهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةٗ قَالُواْ يَٰحَسۡرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطۡنَا فِيهَا وَهُمۡ
يَحۡمِلُونَ أَوۡزَارَهُمۡ عَلَىٰ ظُهُورِهِمۡۚ أَلَا سَآءَ مَا يَزِرُونَ ٣١ وَمَا
ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا لَعِبٞ وَلَهۡوٞۖ وَلَلدَّارُ ٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ
لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَۚ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ ٣٢﴾ [الأنعام: 31، 32].
عباد الله: إن السلف الصالح
يتذكرون بما يجري بين أيديهم في هذه الدنيا أحوال الآخرة، فيكسبهم ذلك رغبةً
ورهبةً، دخل ابن وهبٍ الحمام فسمع تاليًا يتلو ﴿وَإِذۡ يَتَحَآجُّونَ فِي ٱلنَّارِ﴾ [غافر: 47] فغشي عليه، وتزوج
صلة بن أشيم، فدخل الحمام، ثم دخل على زوجته، فقام يُصلي حتى أصبح، قال: دخلت
بالأمس بيتًا ذكرني النار، ودخلت الليلة بيتًا ذكرت به الجنة، فلم يزل فكري فيهما
حتى أصبحت، صب بعض الصالحين على رأسه ماءً فوجده حارًا فبكى، وقال: ذكرت قوله
تعالى: ﴿يُصَبُّ
مِن فَوۡقِ رُءُوسِهِمُ ٱلۡحَمِيمُ﴾ [الحج: 19].
وأخرج الطبراني بإسناده، أن رجلاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم نزع ثيابه، ثم تمرغ في الرمضاء، وهو يقول لنفسه: ذوقي، نار جهنم أشد حرًا، جيفةٌ بالليل وبطالةٌ بالنهار! فرآه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله غلبتني نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد فتحت لك أبواب السماء، وباهى الله بك الملائكة» ([1]).
([1]) أخرجه: الطبراني في ((الكبير)) رقم (1159) بنحوه.