×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

الأعمال، وثمرها طيب الحياة في الدنيا والنعيم المقيم في الآخرة، وكما أن ثمار الجنة لا مقطوعةٌ ولا ممنوعةٌ، فثمرة التوحيد والإخلاص في الدنيا كذلك، والشرك والكذب والرياء شجرةٌ في القلب، ثمرها في الدنيا الخوف والهم والغم وضيق الصدر وظلمة القلب، وثمرها في الآخرة الزقوم والعذاب المقيم.

في يوم القيامة يوبخ المفرطون على ما ضيعوا من أعمارهم في هذه الدنيا، يقال لهم: ﴿أَوَ لَمۡ نُعَمِّرۡكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُُۖ [فاطر: 37]، قال ابن عباس والمحققون: معناه: أولم نعمركم ستين سنةً؟ ويؤيده حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَعْذَرَ اللهُ إِلَى امْرِئٍ أَخَّرَ أَجَلَهُ حَتَّى بَلَغَ سِتِّينَ سَنَةً» ([1]) رواه البخاري، قال العلماء: معناه: لم يترك له عذرًا إذ أمهله هذه المدة، وقيل: معناه: ثمان عشرة سنةً، وقيل: أربعين سنة، ونقل عن أهل المدينة: كانوا إذا بلغ أحدهم أربعين سنة تفرغ للعبادة، وقوله تعالى: ﴿وَجَآءَكُمُ ٱلنَّذِيرُُۖ [فاطر: 37] قال ابن عباس والجمهور: هو النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: الشيب.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي ٱلصُّورِ نَفۡخَةٞ وَٰحِدَةٞ [الحاقة: 13]. الآيات إلى قوله: ﴿لَّا يَأۡكُلُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡخَٰطِ‍ُٔونَ [الحاقة: 37].


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6056).