في الحث على الاعتبار بما يجري
من الحوادث
الحمد لله القائل: ﴿وَذَكِّرۡهُم بِأَيَّىٰمِ
ٱللَّهِۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّكُلِّ صَبَّارٖ شَكُورٖ﴾ [إبراهيم: 5] يعجل العقوبة بما
كسبت أيدي الناس، ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون، أحمده على نعمه، وأسأله
المزيد من فضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
· أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله،
واعلموا أن الله سبحانه أمركم أن تعتبروا بما ترون وما تسمعون مما يجري من الحوادث
والعقوبات، في الأمم الماضية والأمم الحاضرة، فالسعيد من وعظ بغيره، قال تعالى: ﴿أَفَلَمۡ يَسِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ
عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ دَمَّرَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۖ
وَلِلۡكَٰفِرِينَ أَمۡثَٰلُهَا ﴾[محمد: 10]، وقال تعالى ﴿فَٱعۡتَبِرُواْ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ﴾ الحشر: 2]، وقال
تعالى: ﴿أَوَ
لَمۡ يَهۡدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ ٱلۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِ أَهۡلِهَآ أَن لَّوۡ
نَشَآءُ أَصَبۡنَٰهُم بِذُنُوبِهِمۡۚ وَنَطۡبَعُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمۡ فَهُمۡ لَا
يَسۡمَعُونَ﴾ [الأعراف: 100]، والآيات في هذا كثيرة،
يأمرنا الله فيها بالاعتبار بما حل ويحل بالظلمة والمجرمين من قبلنا ومن حولنا،
حتى نتجنب طريقهم، لئلا يحل بنا ما حل بهم، وهذا من رحمته سبحانه وتعالى بعباده ﴿يَعِظُكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَذَكَّرُونَ﴾ [النحل: 90].
عباد الله: لو نظرنا في
أحوالنا وما يجري حولنا، لأدركنا أننا في حالة خطرٍ شديدٍ إن لم نستدرك أمرنا،
ونصلح ما فسد من أحوالنا،
الصفحة 1 / 538