جهود المسلمين على
الإصلاح، ومنع المفسدين من الفساد، فلن يتم المطلوب.
والمسلم أينما كان
فهو على ثغر من ثغور الإسلام، إذا تخلى عنه دخل منه العدو، فالحاكم على كرسي حكمه
على ثغر من ثغور الإسلام؛ فلا يجوز له أن يسمح للفساد أن يدخل مملكته، والوزير على
ثغر من ثغور الإسلام، فلا يجوز له أن يترك الفساد يتسرب إلى أجهزة وزارته، ومدير
المكتب أو المدرسة على ثغر من ثغور الإسلام، فلا يسمح للفساد أن ينتشر في صفوف
منسوبيه أو تلاميذه، والرجل في بيته ومع أفراد عائلته على ثغر من ثغور الإسلام،
فلا يترك الفساد يدخل بيته؛ فالمسؤولية على جميع المسلمين أفرادًا وجماعات،
والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا. لكن متى تخلينا عن مسؤوليتنا وألقينا
باللائمة على غيرنا، دب إلينا الفساد، وتمكن منا الأعداء، وحقت علينا العقوبة،
وليس ببعيد منّا ما حل بالدول المجاورة.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم:﴿أَفَأَمِنَ
ٱلَّذِينَ مَكَرُواْ ٱلسَّئَِّاتِ أَن يَخۡسِفَ ٱللَّهُ بِهِمُ ٱلۡأَرۡضَ أَوۡ
يَأۡتِيَهُمُ ٱلۡعَذَابُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَشۡعُرُونَ ٤٥ أَوۡ
يَأۡخُذَهُمۡ فِي تَقَلُّبِهِمۡ فَمَا هُم بِمُعۡجِزِينَ ٤ أَوۡ يَأۡخُذَهُمۡ
عَلَىٰ تَخَوُّفٖ فَإِنَّ رَبَّكُمۡ لَرَءُوفٞ رَّحِيمٌ ٤٧﴾ [النحل: 45- 47].
الصفحة 5 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد