أبو ذر رضي الله عنه: «أَوْصَانِي خَلِيلِي
صلى الله عليه وسلم أَنْ أَخْشَى اللهَ كَأَنِّي أَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ
أَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَانِي»، وقال ابن عمر رضي الله عنهما: أَخَذَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم بِبَعْضِ جَسَدِي، فَقَالَ: «اعْبُدِ اللهَ كَأَنَّكَ
تَرَاهُ» ([1])، وقال رجلٌ للنبي
صلى الله عليه وسلم: حدثني بحديثٍ واجعله موجزًا، فقال صلى الله عليه وسلم: «صَلِّ
صَلاَةَ مُوَدِّعٍ، فَإِنَّكَ إِنْ كُنْتَ لاَ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» ([2])، ووصى صلى الله
عليه وسلم رجلاً فقال: «استَحِي مِن الله اسْتحيَاءك مِنْ رَجُلَين مِنْ
صَالحِي عشيرتك لا يفارقانك» ([3]).
وقد دل القرآن على هذا
المعنى في مواضع متعددة؛ كقوله تعالى: ﴿وَهُوَ مَعَكُمۡ أَيۡنَ مَا كُنتُمۡۚ﴾ [الحديد: 4]، وقوله: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي
عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌۖ﴾ [البقرة: 186]، وقوله تعالى: ﴿مَا يَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ
ثَلَٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ وَلَا خَمۡسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمۡ وَلَآ
أَدۡنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَآ أَكۡثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمۡ أَيۡنَ مَا كَانُواْۖ
ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُواْ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ﴾ [المجادلة: 7]، وقوله تعالى: ﴿وَمَا تَكُونُ فِي شَأۡنٖ وَمَا تَتۡلُواْ مِنۡهُ مِن قُرۡءَانٖ وَلَا تَعۡمَلُونَ مِنۡ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيۡكُمۡ شُهُودًا
إِذۡ تُفِيضُونَ فِيهِۚ ِ﴾ [يونس: 61]، وقوله تعالى: ﴿وَنَحۡنُ أَقۡرَبُ إِلَيۡهِ
مِنۡ حَبۡلِ ٱلۡوَرِيدِ﴾ [ق: 16].
فمن حاسب نفسه في الدنيا خف في القيامة حسابه، وحسن منقلبه ومآبه، ومن أهمل الحساب في الدنيا كثرت عثراته، ودامت حسراته، «قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب» ([4]) قال الحسن البصري: «وإنما يثقل الحساب يوم القيامة على قومٍ جازفوا الأمور، فوجدوا الله قد أحصى عليهم مثقال الذرة».