وقال: حديث حسن
صحيح.
فالله تعالى يشهد
على العباد الحفظة، والأنبياء، والأمكنة التي عملوا عليها الخير والشر، والجلود
التي عصوه بها.
إن المؤمن إذا تذكر
هذا نظر في أعماله، فأكثر من الطاعات، وتاب من المعاصي، ولكنه حينما ينسى هذا،
فإنه يترك الاستعداد له، ويفرط في طاعة الله، ويضيع عمره فيما يضره، إن مراقبة
الله سبحانه تحجز الإنسان عن المعاصي، إن مراقبة الله وخشيته هي التي منعت نبي
الله يوسف عليه السلام المعصية عندما راودته ﴿ٱلَّتِي هُوَ فِي بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ وَغَلَّقَتِ ٱلۡأَبۡوَٰبَ
وَقَالَتۡ هَيۡتَ لَكَۚ قَالَ مَعَاذَ ٱللَّهِۖ إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ
مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [يوسف: 23].
وإن مراقبة الله
سبحانه هي التي منعت ذلكم الرجل الذي راود بنت عمه على الفاحشة، فلما تمكن منها
قالت له: اتق الله تعالى، ولا تفض الخاتم إلا بحقه، فقام وتركها وترك المال الذي
أعطاها؛ خوفًا من الله تعالى.
وإن مراقبة الله
تعالى هي التي منعت المرأة التي سمعها عمر رضي الله عنه، حينما أمرتها أمها أن تغش
اللبن الذي تريد بيعه للناس، فقالت: يا أماه، ألا تخافين من عمر؟ فقالت لها أمها:
إن عمر لا يرانا، فقالت البنت: إن كان عمر لا يرانا فرب عمر يرانا. فأعجب بها عمر
رضي الله عنه، وسأل عنها، ثم زوجها أحد أبنائه، فكان من نسلها عمر بن عبد العزيز
الخليفة الرشيد رضي الله عنه.
أيها المسلمون: راقبوا الله في جميع أحوالكم، وفي جميع أعمالكم وتصرفاتكم، فإنه معكم أينما كنتم، وهو رقيب عليكم، يحصي