طرفي الأمور، فلا
انحلال ولا إخلال، ولا انحطاط عن مرتبة الدين الذي شرف الله به الإنسانية، وكرم به
البشرية، ولا غلو ولا تشديد ولا تنطُّع في الدين، بحيث تُجعل السُنن كالفرائض،
والمكروهات كالمحرمات، وتُحرم النفوس مما أباح الله لها من زينة الله التي أخرج
لعباده والطيبات من الرزق، عن أنس رضي الله عنه قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج
النبي صلى الله عليه وسلم، يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما
أُخْبِروا كأنهم تقالوها، وقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قد غُفر
له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فأُصلي الليل أبدًا، وقال الآخر:
وأنا أصوم الدهر ولا أُفطر، وقال الآخر: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبدًا. فجاء
رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا
وَكَذَا، أَمَا وَاللهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي
أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ
رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي» ([1]) متفقٌ عليه.
رزقنا الله وإياكم
الاستقامة على الدين، واتباع سُنة سيد المرسلين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ﴾ الآيات [فصلت: 30].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4776)، ومسلم رقم (1401).
الصفحة 5 / 538