×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

أيها المسلمون، إن ذكر الله أكبر من كل شيء؛ قال تعالى: ﴿وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۗ [العنكبوت: 45]، فهو أفضل الطاعات؛ لأن المقصود بالطاعات كلها إقامة ذكره، فهو سر الطاعات وروحها، إن الذاكرين الله هم أهل الانتفاع بآياته، وهم أولو الألباب والعقول، قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ١٩ ٱلَّذِينَ يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمۡ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ رَبَّنَا مَا خَلَقۡتَ هَٰذَا بَٰطِلٗا سُبۡحَٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ ١٩١ [آل عمران: 190- 191].

إن ذكر الله مصاحب لجميع الأعمال، ومقترن بها، بل هو روحها، فإنه سبحانه قرنه بالصلاة، كقوله: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ لِذِكۡرِيٓ [طه: 14] وقرنه بالصيام والحج ومناسكه، بل هو روح الحج ومقصوده ولبه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ وَالسَّعْيُ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ وَرَمْيُ الْجِمَارِ؛ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ» ([1])، كما قرنه بالجهاد، وأمر بذكره عند ملاقاة الأقران ومكافحة الأعداء، فقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا لَقِيتُمۡ فِئَةٗ فَٱثۡبُتُواْ وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ [الأنفال: 45].

إن ذكر الله هو ختام الأعمال الصالحة، فهو ختام الصيام، قال تعالى: ﴿يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ  [البقرة: 185]، وهو ختام الحج؛ قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُم مَّنَٰسِكَكُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَذِكۡرِكُمۡ ءَابَآءَكُمۡ أَوۡ أَشَدَّ ذِكۡرٗاۗ [البقرة: 200]، وهو ختامُ الصلاة،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1888)، والدارمي رقم (1853)، وأحمد رقم (24351).