قال تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيۡتُمُ
ٱلصَّلَوٰةَ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ قِيَٰمٗا وَقُعُودٗا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُم﴾ [النساء: 103]، وهو ختام الجمعة؛ قال تعالى: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ
ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ
وَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا لَّعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [الجمعة: 10]، بل هو ختام
الدُنيا؛ فعن مُعاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، دَخَلَ الْجَنَّةَ» ([1])، رواه أبو داود،
والحاكم، وقال: صحيح الإسناد. وروى مسلم عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللهُ» ([2]).
الذاكرون الله هم
أهل السبق، كما روى مسلم في صحيحه من حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله
عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في طريق مكة، فمر على جبلٍ يُقال
له جمدان، فقال: «سِيرُوا هَذَا جُمْدَانُ سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ»
قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «الذَّاكِرُونَ اللهَ
كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ» ([3]).
ويكفي في شرف الذكر أن الله يُباهي ملائكته بأهله؛ روى مسلم عن معاوية رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقةٍ من أصحابه، فقال: «مَا أَجْلَسَكُمْ؟» قَالُوا: جَلَسْنَا نَذْكُرُ اللهَ، وَنَحْمَدُهُ عَلَى مَا هَدَانَا لِلإِْسْلاَمِ، وَمَنَّ بِه عَلَيْنَا. قَالَ: «آللهِ مَا أَجْلَسَكُمْ إِلاَّ ذَلِكَ؟» قَالُوا: اللهِ مَا أَجْلَسَنَا إِلاَّ ذَلِكَ. قَالَ: «أَمَا إِنِّي لَمْ أَسْتَحْلِفْكُمْ تُهْمَةً لَكُمْ، وَلكن أَتَانِي جِبْرِيلُ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّ اللهَ يُبَاهِي بِكُمُ الْمَلاَئِكَةَ» ([4]).
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3116)، وأحمد رقم (22034)، والحاكم رقم (1842).