×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

ويكفي شرفًا للذكر: أن البيت الذي يُذكر الله فيه بمنزلة الحي، والبيت الذي لا يُذكر الله فيه بمنزلة الميت؛ ففي الصحيحين من حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُه مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ» ([1]) ولفظ مسلم: «مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لاَ يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ» ([2])، فتضمن اللفظان أن القلب الذاكر كالحي في بيوت الأحياء، والقلب الغافل كالميت في بيوت الأموات.

ذكر الله تعالى هو غراس الجنة؛ كما روى الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّي السَّلاَمَ، وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ، وَأَنَّهَا قِيعَانٌ، وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ» ([3]). قال الترمذي: حديث حسن.

ذكر الله سبحانه يملأ ميزان العبد يوم القيامة؛ فعن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطُّهُورُ شَطْرُ الإِْيمَانِ، وَ(الْحَمْدُ لِلهِ) تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَ (سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ لِلهِ) تَمْلآَنِ -أَوْ تَمْلَأُ- مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضِ» ([4]). رواه مسلم.

ذكرُ الله سبحانه حصن حصين يحرزُ به العبد نفسهُ من الشيطان؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والترمذيُ: «وَآمُرُكُمْ


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (6044)،ومسلم رقم (779).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (779).

([3])  أخرجه: الترمذي رقم (3462)، والطبراني في ((الكبير))رقم (10363).

([4])  أخرجه: مسلم رقم (223).