×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 الخطبة الثانية 

الحمدُ لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عُدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، كان أكمل الخلق ذكرًا لله عز وجل، بل كان كل كلامه ذكرًا لله وما والاه، فكان ذاكرًا لله في كل أحيانه، وعلى جميع أحواله، وكان ذكره لله يجري مع أنفاسه، قائمًا وقاعدًا وعلى جنبه، وفي مشيه وركوبه، ومسيره ونزوله، وظعنه وإقامته، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس، إن مُلازمة ذكر الله دائمًا هي أفضل ما شغل العبد به نفسه في الجملة، يدُل على ذلك حديث أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِعْطَاءِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ، وَمِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْنَاقَكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: «ذِكْرُ اللهِ» ([1]) رواه «أبو داود» ([2]) الترمذي.

وأقل قدر من الذكر يُلازمه الإنسان الأذكار المؤقتة؛ أي المُخصصة بأوقات مُعينة، كالأذكار التي تُقال في أول النهار، والأذكار التي تقال في آخره، والأذكار التي تُقال عند أخذ المضجع للنوم، والأذكار التي تقال عند الاستيقاظ من المنام، والأذكار التي تقال في


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3377)، وابن ماجه رقم (3790)، وأحمد رقم (21750).

([2])  زيادة من طبعة دار المعارف.