يأخذ المال بطريق الخيانة فيما ولي من أعمال،
فالموظف يخون في وظيفته، ويتساهل في أداء عمله، والمقاول يخون في مقاولته، ولا
يُتمم المواصفات المطلوبة منه، ولا يتقن العمل، والتاجرُ يزيد في السعر من غير
مُبررٍ، ويكتُم ما في السلعة من عيوب، ويبخس الكيل والوزن، أو يبيع مواد محرمة،
كآلات اللهو والدُخان، أو يتعامل بالربا، والأجير يبخس العمل الذي استؤجر له ويأخذ
الأجرة كاملة، والموظف يأخذ الرشوة أو يغُل من المال الذي جعل في يده لمصالح
المسلمين. إنها جرائم يندى لها الجبين، ويتوقف القلم واللسان عن تعدادها استحياء!
فاتقوا الله أيها
المسلمون، وتذكروا الوقوف بين يدي الله في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من
أتى الله بقلبٍ سليمٍ.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَأۡكُلُوٓاْ أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ
إِلَّآ أَن تَكُونَ تِجَٰرَةً عَن تَرَاضٖ مِّنكُمۡۚ وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ
بِكُمۡ رَحِيمٗا ٢٩ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ عُدۡوَٰنٗا وَظُلۡمٗا فَسَوۡفَ نُصۡلِيهِ نَارٗاۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرًا ٣٠﴾ [النساء: 29، 30]. بارك الله لي ولكم.
الصفحة 6 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد