×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

فأكل منه أبو بكرٍ، فقال له الغلام: تدري ما هذا؟ فقال أبو بكرٍ: وما هو؟ فقال: كُنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة، إلا أني خدعته، فلقيني فأعطاني لذلك هذا الذي أكلت منه، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه.

وروى الإمام أحمد وغيره من حديث ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَلاَ يَكْسِبُ عَبْدٌ مَالاً حَرَامًا فَيَتَصَدَّق بِهِ فَيُقْبَلُ مِنْهُ، وَلاَ يُنْفِقُ مِنْهُ فَيُبَارَكُ لَهُ فِيهِ، وَلاَ يَتْرُكُه خَلْفَ ظَهْرِهِ إِلاَّ كَانَ زَادَهُ إِلَى النَّارِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى لاَ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالسَّيِّئِ، وَلَكِنْ يَمْحُو السَّيِّئَ بِالْحَسَنِ، إِنَّ الْخَبِيثَ لاَ يَمْحُو الْخَبِيثَ» ([1]).

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ، لاَ يُبَالِي الْمَرْءُ مَا أَخَذَ، أَمِنَ الْحَلاَلِ أَمْ مِنَ الْحَرَامِ» ([2]). رواه البخاري.

عباد الله: إن المكاسب المحرمة شر وفتنةٌ، وتعب في الدُنيا، ونار وعذاب في الآخرة، وقد صح في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العبد يُسأل يوم القيامة عن ماله: من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وإن المكاسب المحرمة قد كثرت في هذا الزمان، وصار كثير من الناس -بدافع حُب المال- لا يُبالي من أين اكتسب المال، وبدافع شهوة نفسه لا يُبالي فيم أنفق المال، لا يُفكر في العاقبة، ولا يخاف من المسؤولية، فهو يأخذ المال بطريق الغش والخديعة في المُعاملات،


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (3672)، والحاكم رقم (7301)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (5524).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (1954).