منه، وأن تتركه طاعة
لربك، وحفاظًا على صحتك، ومن ترك شيئًا لله عوضه اللهُ خيرًا. ثم لا تنس -أيها
المدخن- أنك ستكون قدوة سيئة لأولادك إن كنت والدًا، ولتلاميذك إن كنت مدرسًا،
قدوة «سيئة» ([1]) لأصحابك ومُخالطيك،
فتكون قد جنيت على نفسك وعلى غيرك، وإذا تركته وتُبت منه صرت قدوة حسنة لغيرك،
فكُن قدوة في الخير، ولا تكن قدوة في الشر.
والرجوع إلى الحق خيرٌ
من التمادي في الباطل، ولا يحملنك التقليد الأعمى والمُجاملة الخادعة أن تتعاطى
هذا الدخان وقد عافاك الله منه، أو تستمر فيه وقد عرفت أضراره، وأمامك باب التوبة
مفتوح، فبادره قبل أن يُغلق. أيها المسلمون، وكما يُحرم شرب الدخان، يحرم بيعه
والاتجار به واستيراده، فثمنه سُحت، والاتجار به مقت، وقد قال النبي صلى الله عليه
وسلم: «إِنَّ اللهَ إِذَا حَرَّمَ عَلَى قَوْمٍ أَكْلَ شَيْءٍ حَرَّمَ
عَلَيْهِمْ ثَمَنَهُ» ([2])، رواه الإمام أحمد
وأبو داود، فالذي يبيع هذا الدُخان قد ارتكب جريمتين عظيمتين:
الجريمة الأولى: أنه عمل على ترويجه
بين المسلمين فجلب إليهم مادة فساد.
والجريمة الثانية: أن بائع الدُخان يأكل من ثمنه مالاً حرامًا، ويجمع ثروة محرمة، والإنسان يوم القيامة مسؤول عما يأكُل وعما يجمع.
([1]) سقط من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد