حتى يفسد الجو من
حولهم، وامتد هذا الأذى فصار يلاحق الناس في المكاتب والمتاجر، وحال ركوبهم في
السيارات والطائرات، وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَنْ
آذَى مُسْلِمًا فَقَدْ آذَانِي، وَمَنْ آذَانِي فَقَدْ آذَى اللهَ» ([1]) رواه الطبراني
بإسناد حسن.
بل إن ذلك يؤذي
الملائكة الكرام؛ ففي الصحيحين عن جابرٍ رضي الله عنه: «إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ
تَتَأَذَّى مِمَّا تَتَأَذَّى مِنْهُ النَّاس» ([2]).
ومن مضار الدُخان
الاجتماعية: أنه يستنزف ثروة الأمة وينقلها إلى أيدي أعدائها من الشركات التي تصدر
هذا الأذى الخبيث إليهم.
ومن مضار الدُخان الاجتماعية:
أنه يُسبب الحرائق المروعة، التي تذهب بالأموال وتُخرب البيوت، فكم حصل بسبب أعقاب
السجائر التي تُلقى وهي مشتعلةٌ من إضرام حريقٍ أتى على الأخضر واليابس، وأتلف
أموالاً وأنفسًا بغير حق، تولى كبرها ذلك المُدخن الذي قذف بسجارته دون مبالاة،
وربما تلقفها طفل عبث بها وامتصها، فألف شُربها ووقع في فخها، فانضم إلى صفوف
المدخنين، فانهدم جسمه وفسد خُلقه، ونشأ نشأة سيئة.
هذه بعض أضرار تعاطي الدُخان الاجتماعية والبدنية والدينية والمالية، فهل يستطيع المدخنون أن يذكروا لنا فائدة واحدة أو بعض فائدةٍ في شرب الدُخان، تقابل هذه المضار؟ فيا آسفاه، كيف غابت عقولهم وسفهت أحلامهم! فيا من ابتليت بشرب الدُخان، نسأل الله لنا ولك العافية، إننا ندعوك -بدافع النصيحة الخالصة- أن تُبادر بالتوبة
([1]) أخرجه: الطبراني في ((الصغير)) رقم (468).