×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

﴿فَٱلۡيَوۡمَ لَا تُظۡلَمُ نَفۡسٞ شَيۡ‍ٔٗا وَلَا تُجۡزَوۡنَ إِلَّا مَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [يس: 54]، ([1]) ﴿يَوۡمَ لَا تَمۡلِكُ نَفۡسٞ لِّنَفۡسٖ شَيۡ‍ٔٗاۖ [الانفطار: 19]، ﴿وَٱتَّقُواْ يَوۡمٗا لَّا تَجۡزِي نَفۡسٌ عَن نَّفۡسٖ شَيۡ‍ٔٗا  [البقرة: 48]، فلا يعتمد الإنسان على صلاح أبيه، أو صلاح قريبه، أو شرفه أو شرف آبائه، فمن بطأ به عمله لم يُسرع به نسبُه.

عباد الله، إن الله يُخبرنا في كثير من الآيات أنه يُراقب أعمالنا ويطلع عليها، حيث يقول: ﴿وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ [آل عمران: 153]، ﴿إِنِّي بِمَا تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ [المؤمنون: 51]، ﴿وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ [البقرة: 74]، بل إنه سبحانه يطلع على ما في قلوبنا من النيات، فهو  ﴿عَلِيمُۢ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ [آل عمران: 119]، ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ وَنَعۡلَمُ مَا تُوَسۡوِسُ بِهِۦ نَفۡسُهُۥۖ [ق: 16].

فيجب علينا أن نُصلح نياتنا وأعمالنا، ونراقب الله في كل ما نأتي وما نذر، ثم إن مُهلة الإنسان في هذه الدنيا قصيرة، ومُدته محدودة، وأجله مقدر، والإنسان في هذه الدنيا معرض لعوارض تعوقه عن العمل، فيجب علينا أن ننتهز فُرصة الإمكان قبل فواتها، يقول تعالى: ﴿فَٱسۡتَبِقُواْ ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ  [البقرة: 148]، ﴿وَسَارِعُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ [آل عمران: 133]، ﴿سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ [الحديد: 21].

ويقول صلى الله عليه وسلم: «بَادِرُوا بِالأَْعْمَالِ سَبْعًا: هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلاَّ فَقْرًا مُنْسيًا، أَوْ غِنًى مُطْغيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفندًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوِ الدَّجَّالِ، فَشَرُّ غَائِبٌ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةِ، فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ»، ([2])


الشرح

([1])  زيادة من طبعة دار المعارف.                    

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (2306)، وأبو يعلى رقم (6542).