في تغليظ شهادة الزور
الحمد لله، القائل
في كتابه المبين: ﴿فَٱجۡتَنِبُواْ
ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَٰنِ وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ ٱلزُّورِ﴾ [الحج: 30]، أحمده وهو الغفور
الشكور، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على
كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، حذر من شهادة الزور غاية التحذير، صلى
الله عليه وعلى آله وأصحابه، صلاةً وسلامًا دائمين إلى يوم البعث والنشور.
· أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله،
وتحرزوا من آفات ألسنتكم، فإنها وخيمة، واجتنبوا شهادة الزور، فإن عقوبتها عظيمة،
فقد قرنها الله بالشرك في قوله تعالى ﴿فَٱجۡتَنِبُواْ ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَٰنِ وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ
ٱلزُّورِ﴾ [الحج: 30]، روى الإمام أحمد والترمذي: أَنَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ
خَطِيبًا فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ عَدَلَتْ شَهَادَةُ الزُّورِ إِشْرَاكًا
بِاللهِ» ثلاث مرات، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿فَٱجۡتَنِبُواْ ٱلرِّجۡسَ مِنَ ٱلۡأَوۡثَٰنِ وَٱجۡتَنِبُواْ قَوۡلَ
ٱلزُّورِ﴾ [الحج: 30] ([1]).
وفي الصحيحين عن أبي بكر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟»، قُلْنَا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «الإِْشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» وَكَانَ مُتَّكِئًا، فَجَلَسَ، فَقَالَ: «أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، أَلاَ وَشَهَادَةُ الزُّورِ» فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ ([2]).
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2299)، وأحمد رقم (17603)
الصفحة 1 / 538