والفجور، والعهر
والخمور، لينغمس في أوحال الضلالة، ويتربى في أوكار السفالة، يقضي وقته بين لهوٍ
ومزمارٍ، ولعب ميسر ومسرح وحانة خمار، وربما يستصحب معه نساءه وأولاده، ليأخذوا
حظهم من الشقاء، فتخلع المرأة لباس الستر، وتلبس لباس ذوات الكفر. فهذا الذي قد
ضيع الزمان، وباء بالإثم والخسران، وسوف يندم عن قريبٍ، إن لم يتب إلى ربه.
أيها المسلمون، قد وجد في هذا
الزمان سلاحٌ يستعمل لقتل الأخلاق، والقضاء على الفضيلة، حتى تحل مكانها الرذيلة،
سلاحٌ صنعه الكفار، ورمونا به في بلادنا، حتى تسلل إلى كثير من بيوت المسلمين،
وصار في متناول النساء والأطفال وسفلة الرجال، ألا وهو جهاز الفيديو، ذلكم الجهاز
الخبيث الذي تعرض على شاشته أفلام الدعارة والمجون، أفلام الزنا واللواط، وأفلام
الرقص والاختلاط، والأفلام التي تعلم السرقة والخيانة وممارسة الجريمة، إن هذا
الفيديو الخبيث يقضي على الغيرة والحياء، ويجرئ على ارتكاب الفحشاء.
فيا من عفاك الله
منه أحمد الله واحذر أن يدخل بيتك.
ويا من ابتليت به تب
إلى الله، وأخرجه من بيتك، لا تفسد به أخلاق نسائك وأولادك وجيرانك، فتكون مع
الذين يحملون أوزارهم كاملة يوم القيامة، ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم: ﴿إِنَّ
ٱلۡمُتَّقِينَ فِي جَنَّٰتٖ وَعُيُونٍ ١ ءَاخِذِينَ مَآ
ءَاتَىٰهُمۡ رَبُّهُمۡۚ إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُحۡسِنِينَ ١٦ كَانُواْ قَلِيلٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِ مَا يَهۡجَعُونَ ١٧﴾ [الذاريات: 15- 17].
الصفحة 5 / 538