أقسامٍ فمنهم الرابح
فيها، ومنهم الخاسر، «وَكُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَائِعٌ نَفْسَهُ
فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا» ([1]).
فمنهم: من يقيم في
بلده، يقضيها بتعليم أولاده القرآن الكريم، ويحضرهم إلى المساجد لتلقي القرآن،
ويراقب حضورهم وغيابهم، ويتعاهد حفظهم وتحصيلهم، ويلزمهم بأداء الصلوات الخمس مع
الجماعة، فهذا قد نصح أولاده، وحفظ أمانة الله فيهم، وسعى في إصلاحهم، ليكونوا
عونًا له في الحياة، وخلفًا وذخرًا له بعد الممات، قد قام بالواجب، وبذل الأسباب،
والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
والبعض: يقضي العطلة بالسفر
لزيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي، فيقضي أوقاته في الحرمين الشريفين بأنواع
الطاعات، والصلاة الواحدة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاةٍ، وفي المسجد النبوي
بألف صلاةٍ. فهذا قد عرف قيمة الوقت ووفق لاستغلاله.
والبعض الآخر: يسافر لزيارة
أقاربه وصلة أرحامه، ويقضي العطلة معهم وعندهم، لتقر أعينهم به، ويؤدي حقهم عليه،
فهذا مأجورٌ، وقد استفاد من وقته وأدى ما عليه.
والبعض الآخر: يسافر للنزهة في
داخل البلاد وبين أظهر المسلمين في أرجاء المملكة، يقضي وقته في ناحية من نواحيها،
محافظًا على دينه. فعمله هذا مباحٌ لا لوم عليه فيه.
والبعض الآخر: يقضي العطلة في اللهو واللعب، وترك الواجبات، وفعل المحرمات، أو يسافر إلى البلاد الكافرة، بلاد الكفر
([1]) أخرجه: مسلم رقم (223).