الحمد لله الذي
أراحني من الدنيا وأهلها. ولا ليلةٌ تدخل على الناس إلا قالت كذلك.
وقد كان عيسى عليه
السلام يقول: إن الليل والنهار خزانتان، فانظروا ماذا تضعون فيهما؟ وكان عليه
السلام يقول: اعملوا الليل لما خُلِقَ له، واعملوا النهار لما خُلِقَ له.
وعن الحسن رضي الله
عنه أنه قال: ليس يومٌ يأتي من أيام الدنيا إلا يتكلم يقول: يا أيها الناس، إني
يومٌ جديدٌ، وإني على ما يُعْمَلُ فيَّ شهيد، وإني لو قد غربت الشمس لم أرجع إليكم
إلى يوم القيامة. وعنه أنه قال: اليوم ضيفك والضيف مرتحلٌ، ويحمدك أو يذمك.
أيها المسلمون، إن الله سبحانه قد
أمر بشغل الأوقات بذكره وطاعته، قال تعالى: ﴿ۗ وَٱذۡكُر رَّبَّكَ كَثِيرٗا وَسَبِّحۡ بِٱلۡعَشِيِّ وَٱلۡإِبۡكَٰرِ ِ﴾ [آل عمران: 41]، وقال: ﴿وَٱذۡكُر رَّبَّكَ فِي
نَفۡسِكَ تَضَرُّعٗا وَخِيفَةٗ وَدُونَ ٱلۡجَهۡرِ مِنَ ٱلۡقَوۡلِ بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ وَلَا
تَكُن مِّنَ ٱلۡغَٰفِلِينَ﴾ [الأعراف: 205]، وقال تعالى: ﴿فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ
تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ ١٧ وَلَهُ ٱلۡحَمۡدُ فِي
ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَعَشِيّٗا وَحِينَ تُظۡهِرُونَ ١٨﴾ [الروم: 17، 18].
أيها المسلمون، إننا بمناسبة بداية العطلة الصيفية التي سيكون في أثنائها شهرٌ هو أعظم الشهور، وهو شهر رمضان المبارك، وإننا بهذه المناسبة نوصيكم بتقوى الله تعالى، وحفظ أوقات هذه العطلة فيما ينفعكم في الدنيا والآخرة، وإعطاء الجسم فيها قسطًا من الراحة الخالية من الإثم، وعليكم بملاحظة أولادكم، وتوجيههم إلى استغلال هذه العطلة فيما يعود عليهم بالنفع، فالناس في العطلة ينقسمون إلى