الآفة الخامسة: من آفات اللسان:
الاستهزاء والسخرية بالناس، وتتبع عثراتهم، والبحث عن عوراتهم، والتندر بذلك،
وانتقاصهم والضحك منهم، قال تعالى: ﴿وَيۡلٞ لِّكُلِّ هُمَزَةٖ لُّمَزَةٍ﴾ [الهمزة: 1]، يعني: الذي يزدري
الناس وينتقصهم، قيل: الهمز بالقول، واللمز بالفعل، وتوعده الله بالويل، وهي كلمة
عذابٍ، أو وادٍ في جهنم، نعوذ بالله من ذلك.
الآفة السادسة
والسابعة من آفات اللسان: الغيبة والنميمة، وهما من كبائر الذنوب، والغيبة: ذكرك
أخاك حال غيبته بما يكره، والنميمة: نقل الحديث بين الناس على وجه الإفساد، وقد شبه
الله المغتاب بآكل الميتة، وفي الحديث: «إِيَّاكُمْ وَالْغَيْبَةَ؛ فَإِنَّ
الْغِيبَةُ أَشَدُّ مِنَ الزِّنَا، إنَّ الرَّجُلَ قَد يَزْنِي وَيَتُوبُ،
وَيَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِ، وَإِنَّ صَاحِبَ الْغِيبَةِ لاَ يُغْفَرُ لَهُ حَتَّى
يَغْفِرَ لَهُ صَاحِبُهُ» ([1])، وأخبر النبي صلى
الله عليه وسلم أن النمام يعذب في قبره، وأخبر أن النمام لا يدخل الجنة يوم
القيامة، فقد روى البخاري ومسلمٌ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لاَ
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ» ([2])، والنمام يفسد بين
الناس، ويزرع في القلوب الأحقاد والأضغان، ويهدم البيوت ويخرب الأوطان، وقد قال
تعالى: ﴿وَلَا
تُطِعۡ كُلَّ حَلَّافٖ مَّهِينٍ ١ هَمَّازٖ
مَّشَّآءِۢ بِنَمِيمٖ ١ مَّنَّاعٖ لِّلۡخَيۡرِ
مُعۡتَدٍ أَثِيمٍ ١٢﴾ [القلم: 10- 12].
أيها المسلمون، تحفظوا من ألسنتكم، وزنوا أقوالكم، فإن الإنسان قبل أن يتكلم يملك كلامه، وإذا تكلم ملكه كلامه.
([1]) أخرجه: الطبراني في ((الأوسط)) رقم (6590)، وهناد في ((الزهد)) رقم (1178).