السُّلَمِيُّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عز وجل: ﴿وَمِنۡهُم مَّنۡ عَٰهَدَ
ٱللَّهَ لَئِنۡ ءَاتَىٰنَا مِن فَضۡلِهِۦ لَنَصَّدَّقَنَّ﴾ [التوبة: 75]، قال: وَعِنْدَ
رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ مِنْ أَقَارِبِ ثَعْلَبَةَ، فَسَمِعَ
ذَلِكَ، فَخَرَجَ حَتَّى أَتَاهُ، فَقَالَ: وَيْحَكَ يَا ثَعْلَبَةُ قَدْ أَنْزَلَ
اللَّهُ فِيكَ كَذَا وَكَذَا ! فَخَرَجَ ثَعْلَبَةُ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صلى
الله عليه وسلم فَسَأَلَهُ فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ مَنَعَنِي أَنْ أَقْبَلَ
مِنْكَ صَدَقَتَكَ»، فَجَعَلَ يَحْثُو التُّرَابَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
صلى الله عليه وسلم: «هَذَا عَمَلُكَ، قَدْ أَمَرْتُكَ فَلَمْ تُطِعْنِي».
فَقُبِضَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلَمْ يَقْبَلْ مِنْهُ شَيْئًا، وامتنع
الخلفاء الراشدون من قبول صدقته، وهلك في خلافة عثمان على هذه الحال ([1]).
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰ﴾ [الليل: 1] إلى آخر السورة.
([1])أخرجه: الطبراني في ((الكبير)) رقم (7873)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (4357).
الصفحة 7 / 538
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد