×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 عازمٌ على فعلها متى أمكنه، وينعدم من قلبه الفرقان بين الحق والباطل، فيرى المعروف منكرًا، والمنكر معروفًا، وهذا من أعظم العقوبات.

عباد الله، إن المعاصي في مجتمعاتنا المعاصرة قد تكاثرت وتنوعت بشكل يخيف، بل لا نكون مبالغين، إذا قلنا: إنه قد حدث في مجتمعاتنا معاص لم تكن معروفة من قبل، بسبب ما مكن الله لهذا الجيل من تسخير ما في الكون من أسرار، وتفجير ما في الأرض من خيرات، واختلاط العالم بعضه ببعض، بسبب سهولة المواصلات.

وإنه -يا عباد الله- قد يُخشى علينا من العقوبة المهلكة، فعلينا أن نتنبه لأنفسنا ونرجع إلى ربنا لنتدارك أمرنا.

لقد كثر في مجتمعنا تضييع الصلوات، وترك الجمع والجماعات، لقد كثر أكل الحرام من الربا والرشوة والغش في المعاملات، وأكل أموال الناس بالباطل بأنواع الحيل وشهادة الزور والأيمان الفاجرة في الخصومات، لقد ارتفعت أصوات المعازف والمزامير والمغنيات في البيوت والدكاكين والسيارات، لقد تبرجت النساء في الأسواق، وزاحمت الرجال، كاسيات عاريات مائلات مميلات.

لقد ضاع كثيرٌ من شباب المسلمين ونشئوا على الأخلاق الرذيلة، والعادات السيئة، والجهل بأمور دينهم، وصار الكثير منهم يقلد الكفار في شعوره ولباسه وكلامه ومشيته، فحلقوا لحاهم، وأرسلوا شواربهم ورؤوسهم، وأطالوا أظافرهم وأسبلوا لباسهم وتختموا بخواتم الذهب لقد ضيعوا أوقاتهم، وصرفوا كل طاقاتهم، فيما لا يفيد لا في الدين ولا في الدنيا، فأصبح الكثير منهم لا صلة له بالقرآن، لا صلة له بالمسجد، لا صلة له بأهل الخير، لا صلة له بوالديه، لا يعرف إلا النوادي الرياضية والمقاهي وقرناء السوء.


الشرح