لِيُذِيقَهُم بَعۡضَ
ٱلَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ﴾ [الروم: 41]، فمن تأثير المعاصي
في الأرض: ما يحل بها من الخسف والزلازل، وأنتم تسمعون عما يحل بأرجاء العالم
اليوم من الزلازل والفيضانات، والأعاصير المدمرة التي تجتاح الألوف من السكان،
وتهلك المبالغ الطائلة من الأموال، وتدمر الكثير والكثير من المساكن.
ومن آثار الذنوب في
الثمار: ما يظهر فيها من الآفات التي تقضي عليها، أو تنقص محاصيلها.
ومن آثار المعاصي في
المياه: ما ترون من حبس الأمطار، وغور المياه، وهلاك الحروث والأشجار.
ومن آثار المعاصي في
الأبدان: ما ترون من حدوث الأمراض الفتاكة، والآفات القاتلة، والحوادث المروعة،
التي يهلك فيها الجماعات من الناس.
ومن آثار المعاصي في
المجتمعات: ما يحدث فيها من الفوضى وتسليط الظلمة، والانقسام إلى شيع وأحزاب يموج
بعضها في بعض، واختراع الأسلحة النارية، والقنابل المدمرة الفتاكة، التي تدمر
الواحدة منها مدينة بأكملها، أو أكثر من ذلك، وصدق الله حيث يقول: ﴿قُلۡ هُوَ ٱلۡقَادِرُ
عَلَىٰٓ أَن يَبۡعَثَ عَلَيۡكُمۡ عَذَابٗا مِّن فَوۡقِكُمۡ أَوۡ مِن تَحۡتِ أَرۡجُلِكُمۡ أَوۡ يَلۡبِسَكُمۡ
شِيَعٗا وَيُذِيقَ بَعۡضَكُم بَأۡسَ بَعۡضٍۗ ٱنظُرۡ كَيۡفَ نُصَرِّفُ
ٱلۡأٓيَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَفۡقَهُونَ﴾ [الأنعام: 65].
ومن أعظم عقوبات المعاصي: أنها تطفئ نور القلب، وتقتل الغيرة فيه، فتقوى فيه إرادة المعصية، وتضعف فيه إرادة التوبة شيئًا فشيئًا، إلى أن تنعدم من قلبه بالكلية، فلو مات نصفه لما تاب إلى الله، وقد يأتي بالاستغفار وتوبة الكذابين باللسان وقلبه ممتلئ بالمعصية مصر عليها،