×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

وإن من أشد أنواع التصوير خطرًا على الأخلاق والأعراض: تصوير النساء، لا سيما الفتيات الجميلات، وعرض صورهن على صفحات الجرائد والمجلات، أو تعليقها على الجدران وغيرها، ومن ذلك: ما يفعله بعض من ماتت غيرتهم وتبلدت حواسهم من تصوير العروسين ليلة الزفاف، فإن هذا مع كونه انتهاكًا لما حرم الله من التصوير، هو مع ذلك مناف للخلق والغيرة الإسلامية، وفيه تشبهٌ بالكفار في عاداتهم السخيفة.

هذا وربما يسأل سائلٌ فيقول: إذا كان التصوير بهذه المنزلة من التحريم والإثم، فما حكم التصوير لأجل جواز السفر والتابعية، والانتظام في سلك الدراسة وغير ذلك مما يلزم النظام بالتصوير من أجله؟ فالجواب: أن التصوير حرامٌ بجميع أنواعه، ولأي غرض كان، لكن المسلم قد يكون معذورًا في ارتكاب بعض المنهيات، لسببٍ من الأسباب، والله تعالى يقول: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُمۡ [التغابن: 16]، فإذا حيل بين المسلم وبين غرضه الصحيح الذي يتضرر بتركه، وألزمه النظام بالتصوير من أجل تحصيل ذلك الغرض الذي لا بد له منه، فحينئذٍ لعله يكون المسلم معذورًا بأن يصور نفسه، دفعًا لتلك الضرورة، مع كراهته لذلك وعدم استباحته.

فاتقوا الله عباد الله،وعظموا أمره ونهيه، ولا تتعدوا حدوده.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا [الأحزاب: 36].


الشرح