بحاجة إلى قوامته عليها؛ لأن العقل الصحيح الذي
يدرك الحكم والأسرار، يقضي بأن الناقص الضعيف بخلقته وطبيعته يلزم أن يكون تحت نظر
الكامل في خلقته القوي بطبيعته، ليجلب له ما لا يقدر على جلبه من النفع، ويدفع عنه
ما لا يقدر على دفعه من الضر، فالرجل ملزمٌ بالإنفاق على نسائه، والقيام بما
يلزمهن في الحياة، لتبقى المرأة مصونة في بيتها، متفرغة لتربية أولادها وتنظيم
شئون بيتها.
فلكل من الرجل
والمرأة عمله اللائق بخلقته، فالرجل يعمل خارج البيت، والمرأة تعمل داخل البيت،
وبهذا يتم التعاون بينهما على الحياة، وكما أن الله فاوت بين الرجل والمرأة في
الخلقة، فجعل لكل منهما خلقةً تناسب مسئوليته في الحياة، فقد ورد النهي الأكيد عن
تشبه أحدهما بالآخر فقد ثبت في صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: لعن
رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء
بالرجال، ومعلومٌ أن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو ملعونٌ في كتاب
الله عز وجل ؛ لأن الله يقول: ﴿وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ
فَٱنتَهُواْۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [الحشر: 7].
فلا يجوز للرجل أن يتشبه بالمرأة فيما هو من خصائصها، ولا يجوز للمرأة أن تتشبه بالرجل فيما هو من خصائصه، فالرجل الذي يحاول مشابهة المرأة في نعومتها وليونتها، والمرأة التي تحاول مشابهة الرجل في تولي أعماله كلٌ منهما بذلك يحاول تغيير خلق الله، وكل منهما ملعونٌ على لسان رسول الله، وملعونٌ في كتاب الله: ﴿وَمَن يَلۡعَنِ ٱللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُۥ نَصِيرًا﴾ [النساء: 52].