أيها المسلمون، من بيننا اليوم
قوم من جلدتنا، يتكلمون بألسنتنا، ينادون بتسوية المرأة بالرجل في تولي الأعمال
الوظيفية، لتجلس المرأة إلى جانب الرجل في المكتب والمتجر، وتشارك الرجال في إقامة
الندوات والمؤتمرات، وتمثُل أمام الرجال لإلقاء المحاضرات.. ولا نزال نقرأ في
صحفنا اليومية نداءات متكررة تنطلق من أفواهٍ مشئومة مسمومة، وتكتبها أيدٍ مشلولة،
تحاول إهدار كرامة المرأة، ونبذ أوامر الله ورسوله في المحافظة على النساء
وصيانتهن. إن تلك الأصوات المشبوهة والدعاية المسمومة، تريد أن تكون المرأة
المسلمة مثل المرأة الكافرة، تخرج إلى العمل مع الرجل الأجنبي جنبًا إلى جنب، وهي حاسرة
الرأس والوجه، قد كشفت عن ساقيها وذراعيها وربما فخذيها وعضديها.
إنهم يقولون: إن نصف
المجتمع معطلٌ عن العمل، ونحن نريد أن يعمل كل أفراد المجتمع. هكذا يقولون، وكأنهم
بهذا يتصورون أن المرأة في المجتمع الإسلامي معدودة من سقط المتاع، أو أنها خُشُبٌ
مسندةٌ لا يُستفاد منها، وعميت بصائرهم عما تؤديه المرأة في بيتها من عملٍ جليلٍ،
يتناسب مع خلقتها، ويتمشى مع طبيعتها؛ لأن الله بحكمته جعل الأنثى بصفاتها الخاصة
بها صالحة لأنواع المشاركة في بناء المجتمع الإنساني، تؤدي عملاً لا يؤديه غيرها،
كالحمل والوضع والإرضاع، وتربية الأطفال، وخدمة البيت، والقيام بشئونه من طبخ وكنس
وغير ذلك.
وهذه الخدمات التي
تقوم بها داخل البيت في ستر وصيانة وعفاف، ومحافظة على الشرف والفضيلة والقيم
الإنسانية، هذه